الاثنين، 17 أكتوبر 2011

خلوا عنكم شغل الدغلباز


أرجو السموحة من القراء اللي يضيعون وقتهم في قراءة الهذربان اللي أكتبه، وأطلب منهم المعذرة إذا لاحظوا هذه المرة أني استغليت طيبتهم وصبرهم عليّ، وسمحتُ لجدتي أن تستخدم هذه الصفحة لتعبر عن رأيها وملاحظاتها حول بعض القضايا المصيرية لوطنها ووطننا جميعاً، وهي كمواطنة إيجابية “منتجة”، كما تدعي، من حقها أن تقول ما تشاء، وهي بالمناسبة، ما تعترف بقانون المطبوعات والنشر ولا حتى بالدستور المؤقت، لهذا فأنا مضطر أن أحجب عنكم الكثير مما تعرض له لسانها الطويل الجريء وفكرها المتحرر من كل القيود.

يا مرحوم الوالدين يا من لقى 15%


في المكسيك اجتمعوا ناس في الأسبوع الماضي من كل العالم يبحثون موضوع البيوت والمساكن، ويبين أن العالم كله يشتكي من قلة البيوت الشعبية، وما دام الأمر كذا فالحشر مع الناس عيد.
وزير الأشغال مالنا كان موجود في هاذيك البرزة، وخطب فيهم خطبة زينة، خبرهم فيها أن في دولة الإمارات أصبح 85% من السكان يعيشون في مساكن متحضرة، والمساكن المتحضرة هذي معناها البيوت الشعبية والشقق والفلل الصغيرة والكبيرة والقصور أيضاً. هذي كلها على بعضها اسمها بيوت متحضرة. وعندنا سؤال ما نريد نوجهه لوزير الأشغال لأنه مثل ما يبين أدى اللي عليه واللي ما يقدر وسوى بيوت لـ85% من الناس. ولهذا لازم نوجه سؤالنا للمسؤولين كلهم مب لوزير الأشغال بس، والسؤال هو: عرفنا وين يسكن 85% من الناس، ممكن تخبرونا وين يسكن الـ15% الباجين؟.
* نشر في الأزمنة العربية بتاريخ 14/5/1980

عيب والله عيب


كل ما يمر يوم انقول الأمور بتتغير والأحوال بتتبدل وبنتجاوز السلبيات والأخطاء. لكن اللي يحدث هو بالعكس الاستهتار يزيد والفوضى تزيد ولا أحد يحس ويشعر أنه مسؤول عن أخطائه ولازم يحاسب نفسه ويحكم ضميره. الدولة فيها ثلاثين ألف موظف والمواطنين يشكلون ثمانية آلاف فقط ومع هذا إنشوف إن المواطن صار يحس إنه صاحب الامتياز في التكاسل، تدرون ليش؟ لأنه من هذا البلد الغني وإن فلوسه تعطيه الحق في الاستهتار تعالوا انشوف اللي يسويه بعض الموظفين.

كلام ممنوع


دايماً نقرا في الصحف والمجلات ونسمع في الأخبار أن دولتنا فيها أكبر دخل في العالم للفرد، يعني نصيب الفرد عندنا من الفلوس في السنة أكثر من أي بلد في العالم، لكن بها الخبر خلونا نشعر بالغرور والتعالي، ونعتبر هذا الشي امتياز عظيم. لكن محد حاول يسأل نفسه كيف؟.

عودة المعاني المهاجرة



“أتخرج هذه القبائل من صمتها الكهفي
تعلن أعراسها الفوضوية
تستل أسيافها
تستبيح المدارات
تفتضح بكارة أوجاعنا
وتصنع من دمها دعوة
للذي لا يجيء… أن لا يجيء”
“أحمد الزبيدي”

ولكن الغد أجمل



أفاق خلفان في صبيحة أحد الأيام، وكان الفصل ربيعاً، بردت نسماته، وأشرقت شمسه فمسح عينيه من بقايا النوم، قبّل أطفاله، وأعد قهوة له ولزوجته التي انصرفت إلى كي ثوبه. ومع الرشفة الأخيرة شعر أنه صار في مزاج قادر أن يستمع فيه إلى الراديو، ومن دون أن يحرك الإبرة، أدار المفتاح، فانطلق صوت المذيع خشناً ورصيناً، ولم يكن هناك أمل في تغيير المحطة، لأن الصوت نفسه سوف يسمعه على جميع الموجات المحلية. فلا “هنا مربح” ولا “هنا غنتوت” بل “صوت الإمارات العربيةالمتحدة”. لم يكن الصوت بنعومة ودلال الأصوات التي كان يسمعها في الماضي، إلا أن نبراته لا تخلو من الدفء وهو يقرأ قائمة بأسعار المواد الغذائية المدعمة.

الديمقراطية من 1938 حتى الآن



… وكان “تمييل العيون” يتم كالتالي: يُحمى السيخ على النار، يصبح لونه أحمر، تمتد اليد وترفعه، تقترب ببطء من عيني الضحية، يلامس السيخ العين الأولى، تنطلق الصرخة أو تختنق في الصدر، يُقرّب السيخ من العين الثانية. الجميع يحدقون بوجوم، وبتلذذ ربما، ويخرج إلى العالم رجل تحترق عيناه بنيران ظلام لن يزول.